تدريسية في كلية التربية البدنية تشارك في ملتقى ثقافي في المتنبي
ألقت الدكتورة بيداء عبد الصاحب الطائي ، التدريسية في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة محاضرة علمية بعنوان ( اللغة العربية في مواقع التواصل الاجتماعي) ، في اصبوحة ثقافية للتجمع العراقي الاصيل في الملتقى الثقافي على قاعة مصطفى جواد في المتنبي ، بحضور عدد من المثقفين والادباء والشعراء ،وذلك في يوم الجمعة ، الموافق2018/12/21 . وتضمنت المحاضرة توضيحا لسلبيات العولمة الالكترونية على اللغة العربية وكيفية معالجتها ؛ فمما لا شك فيه ان التطور الواسع في وسائل الاعلام والاتصالات الحديثة في العالم اليوم ادى الى احداث ثورة تكنولوجية هائلة وتغيرات جوهرية في حياة الفرد والمجتمع .
ان وسائل الاتصال الحديثة والمواقع الالكترونية قلبت موازين استخدام اللغة العربية ووسعت الهوة بينها وبين مستخدميها من الجيل الجديد ، حتى اصبحت اللغة العربية مقسومة على نمطين: لغة اقتصاد يومي ( لغة السوق) او اللهجة المحلية ، ولغة محصورة في البحث الاكاديمي في المعاهد والجامعات، والتي هي بدورها ايضاً لم تعد كما كانت بعد تأثرها بلغة الصحافة والاعلام. ولوحظ على الكتابة فيمراقع التواصل الاجتماعي ما يأتي:
– الاغلاط الكثيرة والكبيرة في الاملاء والنحو.
– الاسلوب والصياغة فيهما ركيكان حدا.
– اهمال علامات الترقيم اهمالاًتامّاً.
– الاكثار من استعمال الكلمات العامية والاجنبية.
وبينت الطائي انه لايمكن نكران التحولات السريعة التي شهدها العالم في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات والتي جعلت العالم اشبه بقرية صغيرة وقربت المسافات ونقلت المعلومات بلمح البصر ، الاّ انه مما لا شك فيه ان هذه التغيرات اثرت في اللغة سلبا مثلما أثرت ايجابا ، واصبحت هذه السلبيات ظاهرة كمُنتْ في الاختصارات غير المفيدة للكلمات ، ثم ظهرت لغة ( العربيزي) او ( الفرانكو أرب) التي شاعت بين الاطفال والشباب ، مثل : كتابة رقم(2)بدلا عن الهمزة، والرقم(3) بدلا عن العين ، والرقم(5) بدلا عن الخاء، والرقم(6)بدلا عن الطاء، و(7) بدلا عن الحاء، و(8) بدلا عن القاف، و(9) بدلا عن الصاد .
وكذلك انتشار مصطلحات مختصرة عن كلمات اجنبية ، مثل:
brb سأذهب واعود تختصر ب
tyt خُذ وقتك تختصر ب
sms رسالة نصية
ليلة سعيدة تختصر بb8
عفوا تختصر ب de او dr1
اما اسباب دفع المستخدم الى تلك الحروف اللاتينية ، فيمكن اختصارها بالنقاط الآتية:
– إشْكال تقني، اذ ان اغلب الحواسيب والهواتف مبرمجة باللغة الاجنبية.
– ضعف الاداء اللغوي.
– قد تكون المسألة تعويد .
– قد يكون السبب نفسياً بامتياز ؛ إذ يعتقد الكثيرون ان استخدامهم لتلك اللغة والرموز اللاتينية يُكسب الشخص احساسا بالتميّز والتقدّم.
وفي الختام بيّنت المحاضِرة ان هذا التتغيير الملحوظ دلالة على حيوية اللغة وديموتها بحيث لها القدرة على استيعاب التطورات العامة والتي تنعكس في مضمونها وادائها ، الا انه من الخطير جدا أن تطغى هذه المفردات والاساليب على اللغة الاصلية ، لان ذلك يتسبب في تشويه ملامحها واندثارها . لذلك كان لابد من الوقوف على هذه الظاهرة ودراستها وايجاد الحلول لها عبر الندوات التثقيفية والحوارات البنّاءة.
وكرّمت ادارة الجلسة الدكتورة الطائي بشهادة تقديرية تثمينا لجهودها .