مقترح حول منهاج كليات التربية الرياضية

رأي للمناقشة
قدم استاذنا الكبير المبدع الاستاذ الدكتور سعد محسن مقترحا جديرا بالمناقشة والتمحيص حول منهاج كليات التربية الرياضية في العراق
نرحب بتعليقاتكم ومناقشاتكم على بريد الموقع الالكتروني

[email protected]

مقترح
حول منهاج كليات التربية الرياضية

 

قدمه: أ.د سعد محسن اسماعيل

كلية التربية الرياضية – جامعة بغداد

6 – 2 –  2012

الاستاذ الدكتور سعد محسن

يعد منهاج الدراسة في كليات التربية الرياضية في العراق (وكافة المناهج في القطاعات الاخرى) مسألة مهمة وفي غاية الدقة نظرا كونها هي، وهي بالاساس، التي تساهم في اعداد ملاكات مهنية كفوءة تساهم في بناء وتنمية وتطوير شخصية الفرد العراقي (نظرا لتعيين خريجيها مدرسين في مدارس العراق) اضافة الى تنمية وتطوير الطلاب والطالبات في المدارس كونهم اللبنة الاساسية لرياضة المستويات العليا.

من هذا المنطلق اهتمت القيادات العليا في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والجامعات بمسألة اعداد المناهج وتحديثها بين فترة واخرى، وفي السنوات السابقة كانت هناك قطاعية خاصة بكل اختصاص في الجامعات العراقية تعقد اجتماعات مركزية وتعين خبراء كل اختصاص على حده لدراسة منهاج الاختصاص بدقة ثم وضع التوصيات الى قيادة القطاعية المتمثلة بالعمداء لمناقشتها واقرارها، وكان هذا التسلسل في الاجراءات ناجحا ومثمرا لانه يعتمد على اهل الاختصاص في كل الجامعات، اما حاليا فان مسألة المنهاج ومناقشته اقتصرت على عمداء الكليات فقط وهم الذين يجتمعون لوحدهم بعيدا عن كل اصحاب الاختصاصات المتعددة لتقرير المناهج في الكليات، وهذا غير منطقي مع احترامي وتقديري الكبير لعمداء الكليات وذلك لعدم المامهم بكل الاختصاصات كما ان بعضهم لايملك من الخبرة الكافية في مسألة المناهج وهي مسألة دقيقة وحساسة للغاية. لذا، ولحدوث طفرة نوعية مهمة في تاريخ كليات التربية الرياضية والتي تمثلت في اعتبارها كليات علمية وليست انسانية، فاني ادعوا الى العودة الى الاجراءات السابقة وهي عقد اجتماع موسع لقطاعية التربية الرياضية في الجامعات العراقية اي مشاركة وفد من كل جامعة يضم العميد و والمعاون العلمي واهل الخبرة والاختصاص الدقيق في المواضيع التي تدرس لكي تجتمع كل مجموعة وتناقش مفردات ذلك الموضوع ثم تقترح ماتراه مناسبا وترفعه للسادة العمداء لغرض مناقشته واقراره. وهذه الطريقة تسمح بتلاقح الافكار بين اهل الخبرة والاختصاص من مختلف المدارس العالمية التي تخرجوا منها لغرض وضع المنهاج والمفردات المناسبة لابنائنا الطلبة (خاصة بعد ان اصبحت من الكليات العلمية)، وكذلك فانها تراعي المبدأ الشائع الذي يؤكد ان المشاركة في صنع القرار تجعلهم يتمسكون بتطبييقه والدفاع عنه. وبهذه المناسبة فاني ادعوا الاستاذ الدكتور سمير مسلط الهاشمي رئيس عمداء كليات التربية الرياضية في العراق لعقد مؤتمر يحضره عمداء الكليات ومعاونيهم العلميين ومجموعة من الاساتذة الاكفاء في الاختصاصات المختلفة من كل كلية لمناقشة المناهج وموادها ومفرداتها للوصول الى الافضل والانجح لرفع مستوى الدراسة في الكليات وبالتالي تخرج طلبة اكفاء يساهمون في بناء وتنمية وتطوير رياضة العراق.

واقدم هنا مقترحا ارجو مناقشته اضافة الى مهام المؤتمر المذكورة سابقا، وهو اجراء مناقلة لبعض المواد الدراسية بين المراحل الاربعة خدمة للتسلسل المنطقي للمواد وتوزيعا عادلاً بين المواد العلمية والتربوية في المرحلة الواحدة اضافة الى مراعاة مستوى الطلبة في كل مرحلة ومدى امكانياتهم لاستيعاب المادة الدراسية وكذلك الترابط بين مواد المرحلة الواحدة.

اولاً: لو نظرنا الى مواد التشريح والفسلجة والطب الرياضي وهي مواد مترابطة لوجدنا توزيعها الحالي والتوزيع المقترح كما في الجدول (1):

جدول (1)

يبين توزيع مواد التشريح والفسلجة والطب الرياضي بوضعه الحالي والمقترح

سبب الاقتراح: ان هذه المواد الثلاثة فيها صعوبة للطالب خاصة خريج الدراسة الفرع الادبي او الابطال خريجو الدراسة المهنية لذا يتطلب الامر ان تدرس كل مادة في مرحلة دراسية واحدة (لا ان تدرس مادتين في مرحلة واحدة) وذلك لغرض التركيز عليها ومساعدة الطالب على فهمها، لذا فمن الافضل ان نعطي التشريح في المرحلة الثانية ثم الفسلجة في المرحلة الثالثة ثم الطب الرياضي في المرحلة الرابعة وهي مواد تعتمد الواحدة تلو الاخرى.

ثانيا: بالنسبة لمواد الاحصاء والاختبارات والبحث العلمي ومشروع البحث وهي من المواد ذات العلاقة لوجدنا توزيعها الحالي والتوزيع المقترح في الجدول (2):

جدول (2)

يبين توزيع مواد الاحصاء والاختبارات والبحث العلمي ومشروع البحث بوضعه الحالي والمقترح

سبب الاقتراح: للسبب السابق نفسه لان الاحصاء والاختبارات مادتين علميتين تستوجب التركيز لذا سيأخذ الطالب الاحصاء في المرحلة الاولى ثم يركز على الاختبارات في المرحلة الثانية ليستفيد منها في مادة البحث العلمي في المرحلة الثالثة ثم الاستفادة من المواد الثلاثة في المرحلة الرابعة عند  كتابة مشروع بحث التخرج.

ثالثا: بالنسبة لمادتي البايوميكانيك والتعلم الحركي ايضا هما مادتان علميتان يستوجب الاهتمام الكبير بهما، كما يستوجب البايوميكانيك نضجا اكبر من قبل الطلبة لتلقي هذه المادة العلمية المميزة لذا تجدون التوزيع الحالي والتوزيع المقترح في الجدول (3).

جدول (3)

يبين توزيع مادتي البايوميكانيك والتعلم الحركي بوضعهما الحالي والمقترح

سبب الاقتراح: بالنسبة لمادة التعلم الحركي فان اغلب الدروس التي تدرس المهارات الاساسية للالعاب المختلفة تعطى في المرحلة الثانية، لذا فان اعطاء هذه المادة في المرحلة الثانية يفيد الطلبة فائدة كبيرة في اتقان هذه المهارات من خلال تعلم النقل الحركي ودور كل جزء من اجزاء الجسم في اداء المهارات وكذلك الانسيابية  و المهارات المغلقة والمهارات المفتوحة وباقي مفردات التعلم الحركي المهمة التي ستساعد تدريسيو المواد العملية في عملهم. اما مادة البايوميكانيك فانها مادة صعبة ومهمة جدا للطلبة لذا وتتطلب نضجا اكبر فمن الافضل ان تعطى في المرحلة الرابعة بعد ان يصبح الطلبة على علم ودراية  بالحركات الرياضية من خلال ممارستها.

رابعا: بالنسبة لمادة علم التدريب الرياضي، المادة الاكثر اهمية بعد طرائق التدريس في كليات التربية الرياضية كون المئات من الخريجين يصبحون مدربين لفرق الالعاب  فاني اقترح الاتي وكما في الجدول (4):

جدول (4)

يبين توزيع مادة علم التدريب الرياضي بوضعها الحالي والمقترح

سبب الاقتراح: ان مادة علم التدريب مادة علمية تعتمد على العلوم الاخرى وتستفيد منها لذا فمن الافضل ان ياخذها الطالب في المرحلة الثالثة بدل الثانية لان الطالب في المرحلة الثانية لم يحصل على المعلومات ولم يمارس الالعاب ممارسة كافية كي يستفيد منها في مادة علم التدريب الرياضي، ولكنه في المرحلة الثالثة يكون في وضع افضل كونه امضى سنتين في ممارسة الالعاب ومعرفة اساسياتها كي يستفيد منها في استيعاب مادة التدريب، وهناك سبب رئيسي اخر هو ان ياخذها متزامنة مع مادة الفسلجة، المادة المهمة جدا لفهم عملية التدريب الرياضي، وهكذا يتعاون تدريسيو مادة التدريب والفسلجة في افهام الطلبة عملية التدريب الرياضي.

خامسا: بالنسبة لمواد التربية والمواد الانسانية الاخرى فهي مهمة ايضا واقترح المناقلة الاتية كما في الجدول (5):

جدول (5)

يبين توزيع مواد التربية والمواد الانسانية الاخرى بوضعها الحالي والمقترح

سبب الاقتراح: الافضل ان توزع مادتي مبادئ التربية و الادارة والتنظيم لياخذ الطلبة مادة مبادئ التربية في المرحلة الثالثة ليستفيدوا منها في التطبيق في المرحلة الرابعة مع مادة الادارة والتنظيم المهمة جدا للطلبة سواء  تم تعيينهم مدرسين ام مدربين.

سادسا: بالنسبة لمادة رياضة المعوقين فلا ارى داعياً لتدريسها في المرحلة الرابعة لانها لا تفيد اكثرية الطلبة المتخرجين وانما مجموعة محددة ممن يرغب بالعمل مع هذه الشريحة المهمة. لذا اقترح اعطائها في المرحلة الثانية بدل الرابعة.

سابعا: اقترح اضافة ساعة واحدة نظرية لمواد الالعاب الفرفية الاربعة الاكثر ممارسة في المدارس العراقية (قدم ، سلة، يد ، طائرة) في المرحلة الاخيرة لتدريس كل مادة وذلك لاهميتها الكبيرة في تثبيت المادة النظرية الخططية وشرح القانون الدولي للعبة وهما سلاحان مهمان للخريجين سواء ثم تعينهم مدرسين ام مدرببين.

ثامنا: اما لباقي المواد فاني ارى تسلسلها منطقيا مع ضرورة الاهتمام بمادة طرائق التدريس (المادة الوحيدة النظرية التي تدرس في ثلاث مراحل ولما مجموعه ثمان ساعات اسبوعياً) وذلك من خلال التأكيد على مختلف الوسائل والاساليب واستخدام احدث التقنيات في الشرح والتحليل وخاصة تصوير الطلبة اثناء التطبيق في الكلية وعرضها لهم ومناقشتهم على ادائهم، وزيارة المدارس النموذجية لمشاهدة التطبيق النموذجي للمدرسين المتميزين، وكذلك تعيين المشرفين عليهم في المدارس من الحريصين وذوي الخبرة والاختصاص وعدم اتباع سياسة )الفرشة (   في التوزيع كونها تضر بالطلبة، كما اني اقترح ان تكون فترة التطبيق في المدارس في المرحلة الرابعة لمدة ثلاثة اسابيع فقط وذلك لسببين وجيهين هما:

1-   ان غياب الطالب عن الكلية لمدة اربعين يوماً يسبب مشكلة كبيرة لتدريسي المرحلة الرابعة الذين يستحيل عليهم اتمام مفردات المواد الدراسية.

2-   والسبب الثاني هو ان الطالب خلال الاسابيع الخمسة للتطبيق لا يحظر للمدرسة اكثر من (15) يوم فقط، لان الدوام في الاسبوع خمسة ايام يخصص يوم لمراجعة المشرف على بحث التخرج وياخذ يوم عطلة فلا يتبقى من الاسبوع غير ثلاثة ايام اي (15) يوما في الاسابيع الخمسة المخصصة للتطبيق، لذ فان الدوام المستمر لمدة ثلاثة اسابيع (وبمجموع يساوي 15 ) يوماً في المدرسة مع اشراف دائم يفيد الطلبة اكثر ويختصر فترة التطبيق للاستفادة منها في اكمال المناهج الدراسية.

تاسعا: ان التوازن بين المواد العلمية والتربوية في المرحلة الواحدة مهم جداً، فلا يصح ان نأخذ اربعة مواد علمية ومادة واحدة تربوية في مرحلة واحدة، او مادتين علميتين وخمسة مواد تربوية  في مرحلة اخرى، لذا فان المقترحات السابقة كلها تسهم ايضا في التوازن في المواد العلمية والتربوية في المراحل كافة وكما يبين ذلك الجدول (6) الآتي:

جدول (6)

يبين حالة توازن المواد العلمية والتربوية في المراحل كافة الحالية والمقترحة

ملاحظة: اللغتان العربية والانكليزية  في المرحلة الاولى خارج الاحصائية.

ملاحظة: انظر المواد الدراسية للمراحل الاربعة بوضعها الحالي وبالوضع الجديد المقترح من خلال ملاحظة توازن المواد العلمية والتربوية في كل مرحلة اضافة الى المناقلات التي اقترحتها وذلك في الصفحتين 7 – 8.

عاشرا: واخيراً فان مقترحي هذا اقدمه  ايضا  للصديق العزيز الاستاذ الدكتور سمير مسلط الهاشمي رئيس عمداء كليات التربية الرياضية في العراق راجياً، ومن خلال  معرفتي الشخصية بعلميته وحرصه، ان يوليه اهتمامه الكبير ويدعو الى مؤتمر علمي خاص بقطاع كليات التربية الرياضية في العراق ( العمداء ومعاونيهم العلميين واهل الخبـرة والاختصـاص الدقيـق في كـل مـادة ) لدراسته اضــافة الــى

، دراسات علمية اخرى، لا اشك ان زملائي الاساتذة الافاضل في الجامعات العراقية الاخرى سيبخلون بها خاصة انها تمس المناهج وهي القلب النابض لعملية التدريس في الكليات.

والله الموفق

المرحلة الاولى

المرحلة الثانية

المرحلة الثالثة

المرحلة الرابعة

7- مشروع البحث

8- التطبيق العملي